الأحد، 12 ديسمبر 2010

معلومات عن الرياض




الرياض جمع روضه وأرض المكان وأروض أي كثرة رياضه كما في الصحاح واشتق الاسم من طبيعة الموضع المنخفض الذي تلتقي فيه مياه السيول فنبتت الأرض رياضاً خضراء تنتشر فيها رائحة الورود، ومن هنا جاء اسم مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التي قامت على أنقاض وبقايا مدينة حجر اليمامة التاريخية، والتي يعود تاريخها إلى زمن قبيلتي طسم وجديس البائدة، وقد شيدوا فيها حصوناً وقصوراً، روي أن بقاياها شوهدت في أول القرن الرابع الهجري، ثم استوطنت المكان قبائل حنيفة، وانتشرت في الوادي وازدهرت مدينتهم في الجاهلية واتخذها العرب سوقاً يغدون إليه للبيع والشراء والشعر والأدب، ويقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان إن اسم حجر يرجع إلى عبيد الحنفي حين احتجر ثلاثين قصراً وثلاثين حديقة وسماها حجراً وكانت قبل تسمى اليمامة.

ومع ظهور نور الإسلام في الحجاز وانتشاره في الجزيرة العربية وفدت القبائل من اليمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه بالإسلام، وأسلم بنو حنيفة ثم ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم مع من ارتد من قبائل العرب، فقاتلهم أبو بكر الصديق رضى الله عنه حتى أذعنوا ورجعوا للإسلام وثبتوا عليه، وكانت مدينة حجر في وقت الخلافة الراشدة قائدة لإقليم اليمامة، ومع انتقال الخلافة الإسلامية خارج الجزيرة العربية وظهور أقاليم إسلامية غنية قل الاهتمام والعناية باليمامة ومدنها وقراها فاضطربت الأمور فيها سياسياً وأمنياً مما أثر على استقرارها ونموها وتطورها.

ومع العصر الحديث في القرن الثامن عشر الميلادي برزت مدينة الرياض على ما تبقى من أطلال مدينة حجر وما حولها من قرى وأراض وبساتين.

وبالقرب من الرياض نشأت مدينة الدرعية التي ناصر أميرها الأمير محمد بن سعود رحمه الله الدعوة الإصلاحية، التي نادى بها الإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لإعادة الناس إلى الدين الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصحابة والتابعون، ونبذ ما أحدث في الدين من شرك وبدع وخرافات وتعطيل للواجبات ووقوع في المحرمات، ونهضت الدرعية وأقبل الناس عليها من كل صوب للعلم والدين والجهاد، ونشبت بين الدرعية والرياض عداوة وحروب لمدة ثمانية وعشرين عاما،ً حتى أذعنت وأميرها للدعوة الإصلاحية، وأصبحت تابعة للدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى التي امتد نفوذها وسلطانها إلى معظم الجزيرة العربية وأطراف العراق والشام.

وفي عام 1233 هجرية دمرت الدرعية، وقضي على الدولة السعودية الأولى على يد إبراهيم باشا والي مصر من قبل الدولة العثمانية، لقد كانت الدولة العثمانية تتخوف من الدعوة الإصلاحية التي بناها آل سعود، فالدولة العثمانية أضحت في أواخر عهدها مرتعاً للبدع والفساد العقدي والخرافات ونظراً لذلك حصل اصدام عسكري بين الدولة العثمانية صاحبة التفوق العسكري والدولة السعودية مما أدي سيطرة العثمانيون على الحجاز ونجد وما تبعها، ولكن النبتة الصالحة والدعوة الراسخة والدولة المباركة عادت بعد سقوطها عام (1240 هجرية) على يد الإمام تركي بن عبد الله رحمه الله، الذي جعل من الرياض عاصمة لدولته بعد دمار الدرعية وخرابها فبنى فيها جامع المدينة وقصر الأمارة وسورا محصنا، وبقيت منذ ذلك الحين عاصمة للدولة السعودية الثانية ثم الدولة السعودية الحديثة المملكة العربية السعودية أدام الله لها العز والسؤدد بعد أن فتحها الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، وانطلق منها لبناء المملكة العربية السعودية فتحقق بفضل الله تعالى ذلك، واستتب الأمن وازدهرت البلاد ونعم الناس ولله الحمد والمنة.لقد أضحت الرياض إحدى الحواضر ذات التأثير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في العصر الحاضر ليس على المستوى المحلى فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي.